الرئيسية / عربي وإقليمي / ورقة اميركية تحدد للمسلحين الهدف قبل ضربه

ورقة اميركية تحدد للمسلحين الهدف قبل ضربه

هي مرحلة جديدة في الحرب المفروضة على سوريا، وهدنة جديدة اتفق عليها، بعد مباحثات ماراتونية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والامريكي جون كيري، في غرفة اجتماعات مغلقة في احد فنادق جنيف. ترسم ملامح خريطة سياسية وعسكرية في سوريا.

الهدنة التي شكلت محور مباحثات صعبة بين الجانب الروسي والامريكي،كادت تنهار اكثر من مرة، نتيجة خلاف على تفاصيل الاتفاق، بينما ساهم تحقيق الجيش السوري تقدما في جنوب حلب واستعادته منطقة الكليات العسكرية والراموسة، في تقوية الجانب الروسي والحصول على التزام امريكي بإعلان الحرب على المجموعات التكفيرية، مع الأخذ بعين الاعتبار ان الهدن السابقة كانت فرصة اتاحت للمسلحين اعادة تسليح مجموعاتهم وترتيب خططهم ونقل المسلحين من الحدود التركية الى نقاط اشتباك عدة في الشمال. تلك المجموعات لم تنج من التخبط اثر فكرة استهداف جبهة النصرة، والتي تشكل الأب لمعظم تلك الفصائل وان اختلفت اسماؤها.

المشهد العام يشي ان الاتفاق ببنوده الرئيسة، شكل خريطة روسية اميريكية، تمثلت في وقف الأعمال العدائية في سوريا بدءًا من أول أيام عيد الأضحى، هذه المرحلة تمتد لـ11 يوماً، تبدأ من بعدها مرحلة ينسق فيها الأميركيون والروس لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيمي “داعش” و”النصرة” في مناطق اتّفق عليها وحسب المعلومات التي حصلنا عليها لا يمكن لسلاح الجو السوري العمل ضمنها، والاتفاق على آلية لإيصال الحملات التجارية والإنسانية في إطار الهلال الأحمر السوري، وخاصة إلى شرق وغرب حلب وكافة المناطق التي تشهد اشتباكات، كما جرى الاتفاق كذلك على آليات الرد على انتهاك نظام وقف الأعمال القتالية.

الا ان الشيطان يكمن في التفاصيل، التي لم يتم التوصل لاتفاق بشأنها، وابرزها الاتفاق على تحديد الجماعات الارهابية، والاستعداد للعمل المشترك لمحاربتها على كل الجبهات، وفي الامور التقنية فان واشنطن لم تسلم حتى الآن الخرائط الخاصة بالمناطق التي يتواجد فيها من ستقوم باستهدافهم.

 

kerry-lavror

والأهم في كل ذلك ما حصلنا عليه من معلومات خاصة اكدت ان تفاصيل مضمون مقترح الشراكة العسكرية في سوريا الذي قدمه كيري للروس يتضمن تبادل معلومات استخباراتية لتحديد اهداف القيادة ومعسكرات التدريب وخطوط الامداد ومقرات جبهة فتح الشام لتقوم طائرات روسية واميركية بتنفيذ ضربات جوية ضده، وتنسيق موسع بين واشنطن وموسكو من خلال مجموعة عمل مشتركة تم اقتراح محيط العاصمة عمان مكانا لها، بالاضافة الى ان يقيم الطرفان مقرات منفصلة لادارة العمليات ومكاتب تنسيق يعمل فيها مسؤولين سابقين ورجال مخابرات وخبراء متخصصين من أجل وضع خطط عسكرية لتحديد الضربات حيث يتخذ قرارًا مشتركًا بشأن موعد بدء الاستهداف الجوي ضد اهداف النصرة مقابل وقف كل الانشطة الجوية العسكرية السورية في مناطق يتم الانفاق عليها.

هذه النقاط التي طرحها كيري تجعل واشنطن وحلفاءها من دول داعمة للمسلحين في اختبار حقيقي، في ظل جو من عدم الثقة بجدية الولايات المتحدة الامريكية على فصل المجموعات السورية بين معتدل وارهابي، وبالذات المجموعات المحسوبة على جبهة النصرة، وهذا يدلل ان هذا الاتفاق سيمر في مشاكل تقنية عديدة، بعد محاولة المجموعات المسلحة الالتفاف على هذا التصنيف من خلال فك ارتباطها بالقاعدة، ومن خلال المعلومات التي ذكرناها يسعى الاميركي الى تحديد الاماكن التي يسعى لضربها او الاعلان عنها وهذا يعني ان المسلحين المرتبطين بالمخابرات الاميركية سيكونون على اطلاع قبل تنفيذ الغارات او الضربات وربما هذا يعني اننا امام سنوات طويلة وغارات وهمية ربما يقوم بها الاميركي اذا ما اخدنا مثالا التحالف الدولي الذي انشأته هذه الادارة لمحاربة الارهاب في سوريا منذ عامين ولم يحقق اي شيء من ذلك .

 

بقلم الإعلامي : حسين مرتضى     المصدر : موقع العهد الإخباري

عن axis

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طوفان الأقصى | العدوان على غزة مستمر لليوم الـ 164 … والاحتلال يقصف مستشفى الشفاء ويحاصر مئات المرضى والنازحين

العدوان على غزة متواصل لليوم 64 بعد المئة، وازدادت وطئة الاعتداءات بعد الحديث عن ذهاب ...