بقلم الصحفي هاني حيدر
لعل المشهد الذي أمامنا الآن يعود بذاكرتنا إلى ماقبل عام ٢٠١٠فمنذ ذلك الحين لم نشاهد هذا الكم من الوفود العربية والدولية تحط رحالها في مطاراتنا، وكأننا دخلنا في نومة أهل الكهف واستيقظنا بعد هذه الأعوام وكأن شيئاً لم يكن.وفد من الاتحاد البرلماني العربي في دمشق، وزراء خارجية ووفود رسمية عالية المستوى في مشهد يعكس بدأ مرحلة جديدة من الانفتاح السياسي.هذه المرحلة بدأت تداعياتها في سورية قبيل حدوث الزلزال المدمر الذي أصاب بعض المدن السورية تمثلت بعودة عدد من السفارات إلى دمشق وشهدت خلاله العلاقات السورية – الاماراتية تطوراً هاماً تمثل بزيارات متبادلة بين أعلى المستويات في البلدين الأمر الذي شكل نقلة نوعية بالانفتاح السياسي في المنطقة، وهذا ما انعكس على أرض الواقع بعد وقوع الزلزال حيث سارعت الإمارات لتقديم الدعم الكامل لسورية وإرسال مساعدات إغاثية بالإضافة إلى التبرع بمبالغ مالية كبيرة لمساعدة المتضررين وزيارات رسمية رفيعة المستوى.ومن الواضح ان حادثة الزلزال سارعت الأحداث السياسية على مستوى المنطقة ومرحلة الانتصار السياسي بدأت تظهر حيث تشهد دمشق حراك دبلوماسي وسياسي بالتزامن مع الدعوات الشعبية لكسر الحصار عن سورية، بادرت من خلاله الدول العربية جميعها عدا الكويت وقطر والمغرب لتقديم الدعم لسورية وشاركت في حملات تهدف لرفع الحصار الجائر عنها، وهذا المشهد لم يكن موجود في الأعوام ال١٠ الأخيرة وخاصة أن بعضها وقفت موقف الضد مع سورية وبعضها الاخر قرر الحياد وقلة منها وقفت في صف سورية خلال حربها ضد الإرهابيين، فهل استفاقت مؤخراً هذه الدول لنصرة القضية السورية؟وعلى صعيد آخر فإن الطائرة السعودية التي وصلت إلى سورية والتسريبات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق هي ربما مجرد عملية جس نبض سياسي يهدف إلى معرفة رأي الإدارة الأمريكية حول فتح ملف العلاقة السورية – السعودية. المشهد العربي اليوم بات أكثر وضوحاً حول سورية بإستثناء موقف كل من السعودية وقطر والمغرب والكويت الأمر الذي لم يكن مستغرباً بسبب تأثر تلك الدول بقرارات واشنطن، فماذا ستحمل لنا المرحلة القادمة ؟