الرئيسية / slider / عيد التحرير الثاني تحدد ،، والصهاينة يخشون العيد الثالث

عيد التحرير الثاني تحدد ،، والصهاينة يخشون العيد الثالث

لم يكن سماحة السيد حسن نصر الله في كلمته عن معركة الجرود والقلمون يتكلم عبثاً ، ولم يكن يتكلم فقط عن لبنان وحده كونه أمين عام حزب الله اللبناني ، بل كان يتكلم عن كل دور محور المقاومة من طهران إلى الضاحية الجنوبية مروراً ببغداد ودمشق.

عندما تكلم السيد حسن عن التحرير الثاني ، رافعاً أصبعه التي قضت مضاجع الأعراب والأغراب مراراً وتكراراً كان الصهاينة يسمعونه يزأر بكلمة ” التحرير الثالث “.

فالتحرير الأول والثاني قد انتهيا ، ويدرك الصهاينة جداً أن ما وعدهم به السيد نصرالله واقعٌ لا محالة ، فمنذ تفاهم نيسان أرسى حزب الله بقيادة السيد نصر الله معادلة توزان الرعب ، ما أضطر الصهيوني للانسحاب من الجنوب اللبناني عام 2000 تحت ضربات مستمرة وموجعة لمجاهدي المقاومة قبل الانسحاب ، ولم يهدئ المجاهدون واستمروا بعملياتهم حتى عام 2006 التي أسفرت عن عملية أسر الجنود وقامت بعدها حرب تموز المباركة التي أرست معادلة أوهن من بيت العنكبوت ، وحطمت نظرية ” إسرائيل الكبرى ” حيث كان من نتائجها خوف الصهاينة حتى من أشجار الجنوب اللبناني ، وبدأت دولة الاحتلال الصهيوني بمحاصرة نفسها بجدران في الداخل الفلسطيني وعلى الحدود مع لبنان ومع قطاع غزة وفي الجولان المحتل ، إلى أن أتت معركة تحرير الجرود والقلمون وعرسال والتي كان حزب الله هو الذراع الأقوى فيهما مع الجيشين السوري واللبناني وبالتنسيق الكامل.

فما الذي تغير على الجبهات وقد أذاق حزب الله الكيان الصهيوني مرارة الخضوع أكثر من مرة قبل هذه المعركة ؟؟ ولماذا قلنا أنه ذكرى التحرير الثالث أصبح كابوساً وهاجساً للصهاينة؟؟

حزب الله والجيش السوري:

بعد أحد عشر عاماً على ذكرى انتصار حزب الله الإلهي في تموز ، والتي خيضت لمسح حزب الله ، ما زال الصهاينة يتعلمون من الدروس ، وأدركوا أن ما قاموا به عام 2006 وبعد أحد عشر عاماً كانت نتيجته مخالفة تماماً لما خططوا به مع أعراب الخليج لإخضاع حزب الله وسورية والمنطقة ، وتمخض عن نتيجة مذهلة هي أنهم لم يروا إلا أحد عشر كوكباً من الانتصارات وتعاظم القوة والعدة والعتاد والخبرة ومراكمة للانتصارات في محور المقاومة ، وأمريكا وأذنابها قد خروا لها ساجدين.

فكل القصة حزب الله ونصر الله ، حيث أن ما قام بسورية والعراق من هذه الحروب الكونية الإرهابية المركبة كان هدفه الرئيسي هو رأس حزب الله للوصول إلى جدران طهران ، التي أسماها المأفون جورج بوش يومها ” بالجائزة الكبرى” ، وظن الجميع مع بدايات عام 2013 عندما قرر حزب الله الدخول إلى سورية أنهم قد حققوا هدفهم و بأنهم أغرقوا حزب الله في معركة لن يخرج منها وإن خرج فسيخرج منهكاً ويسهل القضاء عليه ، ولكن السحر أنقلب على الساحر ، وحزب الله يحقق الانتصارات في سورية ولبنان و العراق ، وراكم من الخبرات ما لا تعلمه حتى أعتى جيوش العالم من ممازجة وتماهٍ وإتقان للحروب المختلطة بين الجيوش النظامية والفصائل المقاومة و حرب المدن ، والتي كان الصهاينة يخشونها ويرون فيها سيناريوهات اقتحام الأراضي المحتلة في الجليل وتحرير المستوطنات ، وتطورت خبرة المقاومين وقدراتهم بشكل عالٍ ومتفوق جداً وتدربوا على أنواع متطورة من الأسلحة بدقة وكفاءة عالية.

كما كان أحد أهداف الحرب على سورية على تدمير عمق حزب الله الاستراتيجي من طهران إلى دمشق ، وضمان عدم إيصال الأسلحة لحزب الله من الدولتين ، ولكن ما الذي حدث؟؟

في فترات سابقة ومع مطلع الحرب على سورية كانت كل التقارير و المخاوف الصهيونية هي وصول منظومات الدفاع الجوي لحزب الله و بالتالي إخراج اعتى أسلحة العدو الصهيوني من المعركة ضد حزب الله وهو سلاح الطيران ، لإدراكهم بأن حزب الله قادر وبدون ضوابط على استخدام هذا السلاح وبدون العودة لأحد ، ولكن الصفعة الكبرى والأقسى والأقوى كانت في حرب الجرود والقلمون ، والتي أظهرت ما أرعب الصهاينة وأصابهم في مقتل ، هو أن حزب الله اصبح لديه سلاح جوي من الطائرات المسيرة غير التقليدية والمطورة بأيدي عناصره ، والتي لا تقوم فقط بعمليات الاستطلاع والتصوير والمراقبة والتجسس ، وإنما هي قادرة على تنفيذ عمليات قتالية ، ويمكن تزويدها بالقنابل والصواريخ ،لا وبل لا يمكن كشفها وتعقبها إضافة إلى مهامها الأصلية في الاستطلاع والتصوير وكلنا يذكر سابقاً رسالة طائرة ” أيوب “.

والدرس الأعظم التي تلقته وأدركته دولة الاحتلال هو أنها هزمت رسمياً في سورية ، وهذا ما يقر به الصهاينة أنفسهم حيث قال المُستشرق الإسرائيليّ، إيهود يعاري، المُرتبط بالمؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، قال أنّه لا زالت نتائج الحرب الأهلية الدائرة رحاها في سوريّة غير واضحة حتى الآن، لكن الواضح أنّ إسرائيل تلقّت هزيمة فيها لأنّها تأخرت كثيرًا في فهم ما يجري، وفهم أبعاد وتأثيرات الدخول الإيرانيّ للساحة السورية منذ 2012، وفقًا لتعبيره. وتابع يعاري قائلاً: ” نحن في إسرائيل حصدنا الفشل والسقوط لأننّا نعاني من أعراض حرب لبنان الأولى، فكأن بإمكان إسرائيل أنْ تخلق وضعًا يكون فيه الـ”متمردون”، ليس القاعدة وداعش، أصحاب الكلمة والسيطرة المطلقة في عموم جنوب سوريّة وصولاً إلى ضواحي ومداخل دمشق، لكن إسرائيل لم ترغب بالقيام بذلك لأنّها تخشى العمل خارج الحدود، على حدّ قوله”. هذا على الجبهة السورية ، ولكن ما هو الحدث الجديد على الساحة اللبنانية ، ما هو التطور الجديد الذي أربك الصهاينة ؟؟

حزب الله والجيش اللبناني والجيش السوري وتطور العمليات:

لا يحجب نور الشمس غربال ، فما يقوم به الجيش اللبناني في معركة القاع وجرود القلمون هو ضربة قاصمة ومعادلة رعب جديدة قالها السيد وفهمها الصهاينة وأدركوها جيداً ، بدون أن يلتفت الصهاينة لبعض أبواق الداخل اللبناني عن التنسيق والترابط والتعاون الكامل بين الجيشين العربي السوري والجيش اللبناني بمشاركة حزب الله ، شاء من شاء وأبى من أبى ، والجيشين الشقيقين وحزب الله خاضوا المعركة كتفاً إلى كتف وتوحدوا بمعمودية الدم في هذا التحرير الثاني وصفعوا صهاينة الداخل والخارج ، وأدوا المهمة بزمن قياسي وبأقل التكاليف والخسائر ، وكان لهم الحق بأن يفخروا بما أنجزوه من انتصار إلهي تاريخي وخصوصاً على الجانب اللبناني ، حيث حاول الكثير من مدعي السياسة في لبنان تكبيل أيادي الجيش وحاولوا إرساء معادلة ” قوة لبنان في ضعفه ” وعملوا عليها ليل نهار في إضعاف الجيش اللبناني وتحويله إلى ما يشبه بقوى أمن داخلي ، ولكنهم فشلوا وأثبت الجيش اللبناني أنه جيش وطني قوي ولكل لبنان ، وليس جيشاً تابعاً لطائفة أو لسياسيين طائفين تابعين ، وحقق الانتصار بأقل الإمكانات العسكرية ، وأقل تغطية سياسية لعمله.

وهنا كانت الهزيمة الكبرى للكيان الصهيوني ومن وراءه ، فسقطت كل الأهداف في المنطقة ، من الشرق الأوسط الجديد إلى سحق هزم وتدمير سورية والعراق والمنطقة ، فالجيش اللبناني أصبح على خطى الجيوش المتقدمة في محاربة الإرهاب وحرب المدن والعصابات أي أسيصبح قادر على تحرير الأراضي المحتلة في شبعا والغجر.

وحزب الله اصبح قوة إقليمية تعترف بها الدول العظمى من روسيا التي قال وزير خارجيتها أن حزب الله هو قوة شرعية وشرعية وجوده في سوريا هي مثل شرعية تواجدنا ، والجيش السوري يسطر في يوم انتصارات بالرغم من سنوات الحرب الطوال وأصبح من أهم الجيوش في العالم التي أتقنت فنون الحرب الكلاسيكية وحرب العصابات وتحرير المدن ، وكذلك الظهور المدوي لفصائل المقاومة في العراق وعلى رأسها الحشد الشعبي وباقي الفصائل العراقية المقاومة المتواجدة على الساحتين السورية والعراقية ، وبتعاون وتنسيق كبير مع باقي قوى وجيوش المحور المقاوم في سوريا ولبنان حيث توحدت الدماء وتلاحمت الأكتاف في كثير من ساحات المعارك وبمشاركة كبرى لقوى الحرس الثوري بخبراته والذي قدم العديد من الشهداء على الأرض السورية ليدحر الإرهاب ، وليحمي سورية الأمر الذي بدوره حمي لبنان وساهم في تخليصه من الإرهاب ، عبر هزم المجاميع الإرهابية على الأراضي السورية والعراقية وحماية الحدود التي كان يتنقل عبر الإرهابيون من العراق إلى سورية و لبنان بلا رادع ، بل وفي بعض الأحيان كان هناك في لبنان من يؤمن لهم الغطاء السياسي و يمنع حربهم وإخراجهم بحجج طائفية بغيضة.

ولا نأتي بقول أو شهادة من عند أنفسنا إلا ما أتى به أكبر المنهزمين وهم الصهاينة الذين يأكلهم الرعب والشعور بالهزيمة والخوف من تعاظم قوتنا ومن هول من أنجزناه من انتصارات ساحقة أذهلت صديقنا قبل العدو ، حيث اختصر المحلل الإسرائيليّ للشؤون الأمنيّة يوسي ملمان واقع الحال بوصفه زيارة الوفد الأمنيّ الإسرائيليّ الأخيرة بقيادة رئيس الموساد إلى واشنطن لبحث نفوذ إيران وحزب الله في سوريّة بأنّها مشاركة في جنازة دفن السياسة الأمريكيّة في سوريّة، بحيث أنّ المعزّين هم الأمريكيون، والثكلى هي إسرائيل، على حدّ تعبيره.

وفي النهاية وبعد الهزيمة الكبرى التي عصفت بالإرهاب ومشغليه ومموليه من الأعراب والأغراب ، فإننا نتوجه بالعزاء لكم على هزيمتكم وسقوط وفشل مشاريعكم في هزمنا أو القضاء علينا ، كما نتوجه بالتبريكات لكل المنتصرين في لبنان سورية والعراق وإيران وروسيا على ما حققوه من إنجازات كسرت ظهور حلف العدوان على منطقتنا وشعوبنا ، ومباركٌ لفجر الجرود إشراق شمسها وضحاها ، ومباركٌ لنا أن جعلنا جهنم للكافرين حصيرا ، حيث كان هذا ردنا على كل من تساءل عن سبب تسمية معركة حزب الله والجيش السوري ضد إرهابيي القلمون بـ ” إن عدتم عدنا ” ، وقلنا لهم لأننا بانتصارنا فيها سنجعل أرضنا للكافرين حصيراً بعدها.

عن shadi

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المكسيك وتشيلي تحيلان الجرائم الصهيونية إلى المحكمة الجنائية الدولية

من أميركا اللاتينية وتحديداً دولتي المكسيك وتشيلي ارتفع الصوت عالياً بوجه الإجرام الصهيوني ضد الأبرياء ...