الرئيسية / عربي وإقليمي / الموصـل.. معضلة ترامـب الأولى

الموصـل.. معضلة ترامـب الأولى

قال زعيم عراقي بارز في مقابلة خاصة مع جريدة ذي اندبندنت «في البداية كنت متفائلا باستعادة الموصل خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكنني الآن أصبحت اعتقد بأن الأمر أكثر تعقيدا وقد يستغرق شهورا عدة.»‏

واستطرد القول بأنه غير رأيه حيال المدة المحتملة للحصار عندما شهد ضراوة القتال. مضيفا القول: «في حال استمرار داعش بالقتال بهذا الشكل فإننا قد نشهد تدميرا كبيرا في الموصل.»‏

من المرجح بأن يكون الحصار الطويل الأمد للموصل والخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين والتدخل العسكري التركي المحتمل بمثابة الأزمة الدولية الأولى التي تواجهها الإدارة الأميركية المقبلة للرئيس المنتخب دونالد ترامب ذلك لأن التقدم البطيء للقوات العراقية في الموصل يعني بأن الهجوم سيستمر حتى تولي ترامب للسلطة في واشنطن بتاريخ 20 كانون الثاني.‏

إزاء ما ذكر، يتعين على ترامب اتخاذ القرار فيما إن كانت لديه الرغبة بتصعيد الهجمات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة لتدمير دفاعات داعش، على الرغم من أن ذلك سيؤدي حتما إلى خسائر فادحة في صفوف مليون ونصف المليون مدني يقطنون في مدينة الموصل.‏

كما وأن تهديد تركيا بالتدخل العسكري سيصبح أيضا أكثر احتمالا في حال تكبدت الوحدات العراقية خسائر باهظة ولجأت إلى تعزيز موقفها بالاعتماد على القوات شبه العسكرية المتمثلة بالحشد الشعبي والبشمركة الكردية. وما يجدر ذكره، بأن تركيا قامت بإرسال الدبابات إلى الحدود التركية-العراقية وأنذرت بأنها قد تعمد إلى القيام بعملية غزو في حال دخلت قوات الحشد الشعبي أو البشمركة إلى الموصل.‏

ثمة مؤشرات عن حالة الارتباك والفوضى التي أصابت داعش في بداية الحصار. وقد صرح وزير المالية الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية في السابق هوشيار زيباري قائلا: «إن المفاجأة الأكبر بالنسبة لداعش أنه قبل عدة شهور تم عقد اتفاق بين الحكومة العراقية وقادة الحكومة الإقليمية الكردية بشأن تنفيذ هجوم مشترك ضد داعش في الموصل» ولم يتوقع التنظيم التوصل إلى ذلك الاتفاق لاسيما وأن بغداد والقادة الأكراد قلما كانت تجري محادثات بينهما نظرا للخلافات القائمة بين الطرفين.‏

عندما هاجمت القوات العراقية شرق الموصل في المرة الأولى، كانت هناك تقارير بشأن تراجع في المعنويات لدى مقاتلي داعش، لكن قيادة التنظيم فرضت سيطرتها بالقوة والعنف.‏

ذكرت منظمة الأمم المتحدة بأن داعش نفذت عملية إعدام بحق حوالي 70 مدنيا في الموصل تم توجيه الاتهام لهم بالتعاون مع القوات العراقية. وأجبرت حوالي 40 شخصا على ارتداء ملابس برتقالية ومن ثم أطلقت النار عليهم بتهمة «الخيانة والتعاون مع القوات العراقية» وهم مربوطون على أعمدة الكهرباء. كما قُتل 20 مدنيا نتيجة استخدام الهواتف النقالة لتسريب معلومات إلى الجيش العراقي وعلقت جثثهم على إشارات المرور.‏

ليس ثمة من يعلم مستوى الدعم الذي تتلقاه داعش في الموصل، وقد فر حوالي 54000 شخص من المدينة وبحثوا عن مأوى في الأراضي التابعة للبشمركة أو الجيش العراقي معبرين عن كراهيتهم وشجبهم لفظائع ارتكبتها داعش التي عمدت خلال سنتين ونصف حكمت بها الموصل أي منذ الاستيلاء على المدينة في حزيران عام 2014 إلى تجنيد الشباب والمراهقين وتلقينهم ايديولوجيتها بغية تحويلهم إلى مقاتلين متعصبين أو انتحاريين.‏

تسيطر داعش على شرق الموصل وربما تكون قادرة على الصمود أمام الحصار لعدة شهور، لكن لا ريب بأنها ستخسر المعركة على المدى الطويل، حيث تحاصرها وحدات الجيش العراقي جنوبا بينما تقترب قوات الحشد الشعبي لتغلق منافذ الهروب غربا الأمر الذي سيفضي إلى القضاء عليها في هذه المنطقة.‏

عن ramez

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عملية عرب العرامشة النوعية بنظر اعلام العدو: عملية قاسية ودقيقة وتخطي الدفاعات

ترددت اصداء العملية النوعية للمقاومة الاسلامية ضد مقر للعدو في عرب العرامشة في الاعلام العبري ...