في ظل المتغيرات السياسية الأخيرة على الساحة اللبنانية لابد لنا من توجيه سؤال بالغ الأهمية..
لماذا لم يتم اتخاذ خطوة اليوم بعد نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة مباشرة، وتسميت مرشحا لرئاسة الحكومة من الأغلبية النيابية وتشكيل حكومة عمل وإنجاز، صحيح أنها كانت ستتحمل أعباء وأخطاء كل الحكومات السابقة لكنها ربما كانت ستستطيع ان تقدم شيئاً يمكن ان يُبنى عليه، في حينها لم يكون هناك شارع وكانت الأجواء الدولية أخف حدة، والعوامل الداخلية أخف احتقاناً، لو شُكلت في حينها الحكومة بعيدة عن المناكفات والمحاصصات والتقسيم كان هناك أمل بتجاوز الكثير من العقبات.
لربما تلك الحكومة استطاعت أن تنجز جزء بسيطاً مما يريده كل الفقراء في لبنان، ومع ذلك الآن تم تكليف الرئيس حسان دياب بشكل رسمي وسيتم تشكيل الحكومة وستكون أمام امتحانات كثيرة حتى قبل إعلان أسماء أعضائها، لذلك على كل القوى السياسية وأهمها تلك التي سمته أن تضع كل الحسابات والمناكفات وحتى المحاصصات جانباً وتعلن النفير العام وبما تيسر من أموال للبدء باتخاذ خطوات من شأنها ان تُشعر المواطن اللبناني أن هناك أملاً وأن هناك بصيص ضوء يمكن ان نعبر من خلاله النفق المظلم نحو الدولة القادرة.