وقعت الحكومة الأردنية، ممثلة بشركة الكهرباء الوطنية، اتفاقية مع شركة ” نوبل إنيرغي ” الأمريكية المطورة لحوض البحر المتوسط، لاستيراد ” الغاز الإسرائيلي ” بقيمة 10 مليارات دولار لمدة 15 عاما، لتكون بمثابة خروج التطبيع بين المملكة والكيان الصهيوني إلى العلن.
الاتفاق سيزود الأردن بما مجموعه حوالي 45 مليار متر مكعب من الغاز عبر حقل ليفياتان، ما سيجعل من إسرائيل أكبر مزود غاز للملكة الأردنية، وبحسب بيان صادر عن شركة الكهرباء، فإن الاتفاقية ستزود الأردن بنحو 40% من احتياجاتها لتوليد الكهرباء.
ومن المفترض أن يبدأ العمل في حقل ليفياتان الضخم في عام 2019، ويُعتقد أن الحقل يحتوي على أكثر من 500 مليار قدم مكعب من الغاز، المشكلة أن الصفقة الأردنية الصهيونية حول الغاز ضئيلة جدًا إذا ما قورنت بالاحتياطي الضخم لهذا الحقل، وبالتالي من المفترض ألا يباشر الحقل عمله بأقل من 2 بليون قدم مكعب يوميًا، وهو الأمر الذي لا تحققه الصفقة الأردنية.
ويتوقع مراقبون ممارسة ضغوط على مصر من قبل مسؤولي الكيان الصهيوني خلال الشهور المقبلة لتوقيع عقد لا يقل عن ثمانية أضعاف العقد الأردني، وإلا فلن يمكن تشغيل حقل ليفياتان، وهناك العديد من التقارير التي تفيد بأن مصر قد تشتري الغاز من الكيان الصهيوني.
ففي أكتوبر 2013، قال وزير الطاقة والمياه الإسرائيلي، سيلفان شالوم، في مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي: ” تعاني مصر حاليا من نقص في الغاز، وقد أبدت اهتماماً بشراء الغاز من إسرائيل، إذا ثبت فعلاً أنهم بحاجة إلى الغاز وبأن هذه الأشياء حقيقية، فإنني لا أرى سبباً يمنعنا من بيع الغاز لهم “.
وفي نوفمبر من العام نفسه، قالت صحيفة هآرتس العبرية، إن الشركة الأمريكية “نوبل إنرجي” التي تقوم على تطوير حقل غاز ليفياتان البحري الضخم، أكدت أنها خططت لاستهداف أسواق قريبة للتصدير مثل مصر والأردن بدلاً من شحن الغاز إلى أماكن أبعد من ذلك.
أشاد وزير الطاقة يوفال شتاينتس (الليكود)، بالاتفاق قائلا إنه إنجاز وطني هام للغاية، وبحسب القناة العاشرة العبرية، أكد الوزير إنه خطوة مهمة في تعزيز العلاقات والشراكات الاستراتيجية بين إسرائيل والأردن والمنطقة بأسرها.
مصادر مطلعة قالت إن تصريحات شتاينتس كانت دبلوماسية ومخففة جدًا إذا ما تمت مقارنتها بتصريحات وكيل وزارة الخارجية الصهيونية سابقًا، دوري غولد، في ديسمبر 2015، حيث قال ” إن تصدير الغاز لكل من الأردن ومصر يكتسب أهمية استراتيجية من الطراز الأول، بسبب دور هذه الخطوة الحاسم في التأثير على دوائر صنع القرار في كل من عمّان والقاهرة ” وفق قوله.