الرئيسية / slider / عرسال .. الحسم القادم

عرسال .. الحسم القادم

من جديد يعود الحديث بقوّة خلال هذه الايام بشأن قُرب إنطلاق معركة جرود عرسال البقاعية، هذا الحديث يشرح كل الإنعكاسات والمخاطر على الوضع اللبناني الداخلي، أمنيًا وسياسيًا، من بقاء هذه الجرود محتلة من قبل جماعات ارهابية.

إن المخاطر المتأتية من بقاء الوضع على حاله في الجرود كبيرة جداً. وهذا ما بيّنه تفجير أربعة انتحاريين انفسهم بعناصر الجيش أثناء دهم مخيمين للنازحين في عرسال، ما يعني ان الخطر من الجرود على الداخل اللبناني لا يزال ماثلاً، ويجب ان لا ننسى إحباط مخطط لتفجيرات في بعض المناطق اللبنانية في شهر رمضان الماضي، ما يدلل على اولوية هذا الملف بالنسبة للدولة اللبنانية والجيش والمقاومة.

ناهيك عن أن تحرير الجرود المحتلة سيخفف كثيراً من الضغط الاقتصادي والاجتماعي عن أهالي عرسال الذين يحول المسلحون بينهم وبين وصولهم إلى أراضيهم الزراعية وبساتينهم وكسّاراتهم منذ سنوات، وسيشجع على عودة طوعية للنازحين السوريين الى بلدهم، خصوصاً أن أغلبهم من سكّان بلدات القلمون السوري التي حررت منذ فترة وعادت الحياة فيها الى طبيعتها.

هذه الجرود التي يتواجد فيها ثلاث فصائل أساسيّة تتقاسم السيطرة على المنطقة الحدوديّة الجرديّة بين لبنان وسوريا في محيط عرسال، وهي تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” و”سرايا أهل الشام”، يُقابلها ميدانيًا-ولوّ في مواقع منفصلة ومتباعدة، “حزب الله” وقوى الجيش اللبناني ووحدات من الجيش السوري. وعلى الرغم من الضغوط المُمارسة لقيام الجيش اللبناني بفتح المعركة وبشنّ هجوم على مواقع الإرهابيّين في الجرود، فإنّ هذا الأمر تعطل اكثر من مرة  بسبب غياب القرار السياسي المُوحّد بهذا الشأن، حيث يُعارض فريق من اللبنانيّين، وفي طليعتهم “تيّار المُستقبل” أيّ تحرّك في هذا السياق، لإعتبارات سياسيّة مُرتبطة بالموقف من الدولة السورية ومن مُعارضيها، ولاعتبارات مذهبيّة مُرتبطة بحساسيّة منطقة عرسال على الساحة اللبنانيّة. بالرغم من ان هذا الفريق يعلم ان ارهابيو النصرة وداعش يسيطرون على مساحة تمتد، على الجانب اللبناني، من جرود عرسال جنوباً إلى جرود القاع شمالاً، وعلى الجانب السوري من أطراف جرود فليطا جنوبا الى جرود قارة والجراجير شمالاً، علماً أن القسم الأكبر من هذه المنطقة يقع داخل المناطق اللبنانية، وتبلغ مساحته نحو 250 كيلومتراً مربعاً. وهذه آخر ما تبقّى من المنطقة التي كان يسيطر عليها هؤلاء، والتي كانت تمتد من الزبداني مروراً بعرسال والقصير وصولاً إلى المناطق الحدودية المتاخمة للشمال اللبناني.
الجدير ذكره ان الجيش اللبناني سيُبادر في حال إندلاع معركة جرود عرسال إلى لعب دور دفاعي مُتكامل، لجهة إغلاق كل المنافذ البرّية من داخل عرسال نحو الجرود، وبالتالي منع أيّ تسلّل نحو الداخل اللبناني وكذلك منع تمرير أي دعم لوجستي للمُسلّحين المُحاصرين. وهو سيتخذ إجراءات دفاعيّة مُشدّدة أخرى تقضي بضرب وقصف أيّ تحرّكات ميدانيّة للمُسلحين، وكذلك بمراقبة ومداهمة مخيّمات اللاجئين السوريّين في المنطقة، لأنّه ممنوع على أي طرف تعريض الإستقرار الداخلي في لبنان لأي إهتزاز. وبالتالي انطلاق هذه المعارك، لا يشكل اي خطر امني جدّي على لبنان، بل مُجرّد توتّر سياسي مُحتمل، لجهة توقّع صدُور مواقف ترفض زجّ لبنان والجيش في هذه المعركة. فالمعركة قادمة ويبقى لبنان في انتظار نتائجها

عن axis

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية

دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‌‏والشريفة، نفّذت المقاومة الإسلامية عددًا ...