المحور الإخباري
تتجه الأنظار غدا إلى مطار رفيق الحريري الدولي الذي سيفتح مدرجاته استثنائيا لإعادة لبنانيين من دول عدة، وستكون الحكومة أمام امتحان لعله الأدق نظرا إلى حساسيته الشديدة، وهو اختبار آلية إعادة لبنانيين في دول الاغتراب وسط تفشي انتشار فيروس كورونا.
خطوة عودة اللبنانيين من الخارج تنطلق بكثير من الحذر والمخاوف المشروعة، سواء بما يتصل باللبنانيين العائدين أو باللبنانيين المقيمين، وأعادت صحيفة “النهار” المسألة إلى اعتبارات أساسية، أهمها “أن وسائل الحماية والوقاية للبنانيين العائدين وان اتخذت فيها أقصى إمكانات التحسب لفحصهم قبل الرحلات وبعدها لدى الوصول إلى بيروت، يبقى احتمال وجود إصابات بينهم وتاليا التسبب بعدوى لركاب آخرين كبيرا وهو ما تحسبت له الآلية الحكومية الرسمية للعودة بوضع طاقم طبي في كل طائرة.
ثم إن قرار إعادة اللبنانيين الراغبين في العودة إلى لبنان وإن بدا طبيعيا كما تفعل معظم الدول مع رعاياها في الخارج، لا يحجب القلق من زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا وإثقال المستشفيات بإعداد إضافية من المصابين فيما تتصاعد المخاوف من المرحلة الأصعب من تفشي الفيروس في لبنان بحيث يصبح احتواء المستشفيات للحالات المصابة صعبا وشاقا.
كما أن الآلية الرسمية الحكومية لإعادة اللبنانيين من الخارج اصطدمت بتحفظات واسعة من الدول المعنية التي سيعود منها لبنانيون الأمر الذي سيثقل أكثر على الحكومة لأنه سيضطرها إلى تحمل تبعة إعادة تعديل الآلية وتحصينها إلى الحدود القصوى تجنبا لاحتمال وجود إصابات كثيرة بين العائدين. وفي كل الأحوال سيدفعها إلى تخفيض عدد العائدين إلى حدود واسعة، حال اكتشاف أن خطة العودة ستشكل سببا أساسيا لا يمكن ضبطه من أسباب اتساع الانتشار الوبائي في لبنان بل إن رئيس الحكومة حسان دياب ذهب إلى التأكيد أن آلية الإعادة ستتوقف إذا تبين أن ثمة عددا كبيرا من المصابين بين العائدين وأن المضي في الآلية يتوقف على تقويم الخطوات الأولى منها.
وما يجدر ذكره هنا أن سعر تكلفة هذه الرحلات على العائدين سيكون ثقيلا وباهظا، إذ أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط بوضوح أن سعر التذكرة قد يبلغ في بعض الأحيان أربعة أضعاف الرحلات العادية عازية السبب إلى أن طائراتها تغادر بيروت فارغة من الركاب وتعود إلى بيروت بنصف عدد المقاعد.
