المحور الإخباري
وصلنا امس في حديثنا عن يومياتي في حرب تموز ،إلى البدايات وتحديدا بعد يوم من المؤتمر الصحفي للسيد
صباحا استيقظت كما كل اهالي الضاحية أصوات انفجارات عنيفة تهز المنطقة كيان الاحتلال يستهدف مطار بيروت الدولي بعدد من الغارات ،وبدأ العدوان يمتد إلى بعض قرى وبلدات الجنوب
وقد استهدف العدو كذلك العديد من الطرقات بهدف قطع طرق الامداد وشل الحركة والتواصل بين المدن والبدات .
بدأت الامور في التصعيد ، الكل يقف على شرفة منزله ليرى ما الذي طاله القصف ،
توقف العمل في المطار ، وتوقفت حركة الملاحة ، وخطر ببالي مباشرة لو تأخر وصولي عدة ايام لما كان باستطاعتي ان اكون في لبنان في هذه الايام .
وما بين الوقوف على شرفة المنزل والركض نحو الغرفة لمشاهدة التلفاز ومعرفة ما الذي يجري ، واين يتركز القصف وما هي الاضرار، ساعات لم تستمر كثيرا ، كل شيء يوحي ان الامور تتجه نحو معركة ما ، لكنني وللأمانة كما الآخرين لم اكن اتوقع ان تمتد المعركة عدة أسابيع ، أزداد حماسي ، واصحبت افكر بما يجب فعله في هذه الساعات ، كثيرة هي الأسئلة التي كانت تجول في خاطري.
هل يمكن ان يطال القصف اجزاء او اماكن جديدة في الضاحية؟
هل ستكون معركة قصف متبادل في بعض قرى الجنوب؟
ماذا أفعل هل أعود الى الهرمل وربما تكون مكانا امنا وأُخرج اطفالي من الضاحية؟
وعلى الرغم من كثرة الأسئلة والاحتمالات لكنها لم تأخذ وقتا طويلا مني لحسمها.
فقد اتخذت قرارا ان اعرض على مكتب القناة في بيروت المساعدة .
ربما هم بحاجة في هذه الحالة الى المساعدة ويمكن ان اقدم اي خدمة جراء خبرتي السابقة في تغطية العمليات الحربية خاصة بعد ان ساهمت بتغطية الحرب والعدوان على العراق من قبل واشنطن ،وبلهجة عامية قلت ، “منروح يوم يومين وبتنتهي الجولة”.
اتصلت بمدير مكتب العالم في بيروت ..
من المتصل حسين ، انت هنا في لبنان
نعم وصلت منذ عدة ايام لقضاء اجازتي السنوية
مباشرة طرحت عليه السؤال هل تودون المساعدة انا جاهز ، اجابني في بيروت والضواحي لدينا مراسلين ،
وكأنني لست انا من يتكلم قلت له وفي الجنوب،
انا مستعد أن اذهب واعطيكم بعض الرسائل من هناك طالما القصة عدة ايام ، ابدى الزعبة ولكنه قال لي للاسف ليس لدينا مصورا ، ولا سيارة لتأمين فريق عمل لك ، هل يمكنك ان تذهب لوحدك الى النبطية ويمكن ان نتحدث مع الاخوة في قناة المنار ، تبقى معهم ويقدمون لنا المساعدة حد اقل لو ظهرت خلال النشرات عبر الاقمار الاصطناعية هذا يكفي ، أبديت مباشرة استعدادي واخبرته انني امتلك كاميرا خاصة دائما ما اضعها معي في سيارتي ، انتهى الاتصال.
دخلت الغرفة اخبرت عائلتي بأنني سأذهب يوما او يومين وأعود وطلبت منهم البقاء في الضاحية ، مخاطبا زوجتي تبقين انت والاولاد ووالدتك هنا ، جهزت نفسي حتى لباسي لم يكن لباس صحفي حربي ، واعتقدت ان الامر في المدينة سيكون طبيعيا حتى لم اجمع الكثير من حاجياتي ،
انطلقت لوحدي وانا الغير خبير بالطرقات ، لان اغلب الطرقات الاساسية اصبحت هدفا لا بل اكثر ، هناك بعض الطرقات قد قُطعت جراء القصف الذي كلما مرت الساعات يزداد عنفا وقوة وتركيزا على البنى التحتية ،
ما بين المسير من بيروت الى طرق فرعية في الجبل والنزول والصعود بدأت اصل الى مشارف النبطية ، الطائرات الحربية في السماء ، طرقات بعضها خال وبعض اخر بدأت الحركة منه بأتجاه بيروت ، ما بين اناس خائفين واخرين يجمعون اشياء من حاجياتهم واخرون بدأوا ينزلون الى المرأب ( كراجات)في منازلهم.
على الطريق قبل النبطية كان القصف أكثر عنفا اسمعه واحاول ان اشغل نفسي بصوت المذياع عبر اثير اذاعة النور لمعرفة التفاصيل ، الى ان بدأت اتواصل مع الزملاء في فريق المنار لاعرف اين هم ، هل أعلمهم احدا انني سأكون معهم ، هل اخبروهم ان يعطوني خدمة الاقمار الاصطناعية ولو لنشرة واحدة، في البداية فريق المنار يتواجد في ساحة النبطية ، الزميل العزيز عبدالله شمس الدين وكان حينها يعمل مراسلا لقناة المنار ، ومعه المصورين العزيزين سمير اسكندر وحيدر الجوهري ، وصلت التقيت بهم كان الوقت اصبح بعد الظهر ، وكانت رقعة القصف والمعارك تشتد في اغلب المدن والقرى اللبنانية ، لم تعد فقط في الضاحية او في الجنوب بل بدأت تطال بعض القرى والبلدات في البقاع ، تعانقنا مع زملائنا تحدثنا قليلا عن اخر الاخبار ، بعض المدنيين كانوا مازالوا يتواجدون الذين في ساحة المدينة يتابعون الاخبار مباشرة عبر المراسلين ،
هنا بدأت الشمس تميل نحو الغروب ، غروب سننتظر معه اشراقة يوم اخر لتبدأ اكثر حكايات حرب تموز ..
نُكمل غدا ان شاء الله .. وللحديث تتمة ..
