الرئيسية / عربي وإقليمي / كلينتون وترامب .. تلاقي في دعم الكيان الصهيوني وخلاف حول إيران

كلينتون وترامب .. تلاقي في دعم الكيان الصهيوني وخلاف حول إيران

كشفت المناظرة الأولى التي جرت بين مرشحي الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون ودونالد ترامب عن ملامح السياسات الأمريكية حيال العديد من القضايا خلال السنوات المقبلة، حيث تناولت الحديث عن ثلاثة محاور رئيسية هي السياسة الأمريكية الخارجية، والملف الأمني، وكذلك الجانب الاقتصادي. واتفق المرشحين على تقديم الدعم غير المحدود للكيان الصهيوني، فيما اختلفت وجهة نظر كل منهما حول الأزمة السورية وتعاطي أمريكا مع حلفائها.

 

دعم غير محدود للكيان الصهيوني

تعهد ترامب خلال المناظرة بنقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى القدس، معربا عن التزامه بتقديم الدعم الكامل لـ ” إسرائيل “، وعدم معاملة مستوطنيها على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية. كما لم يفت ترامب خلال مناظرته اتهام حركة حماس بالإرهاب ومقارنتها بتنظيم ” داعش “.

وعن الكيان الصهيوني ذاته وسياسات أمريكا نحوه خلال السنوات المقبلة، شددت كلينتون على ضرورة التحالف مع ” إسرائيل ” والالتزام بحماية أمنها القومي مع زيادة الدعم المالي لنظام الدفاع الصاروخي.

 

خلاف حول الأزمة السورية

فيما يتعلق بموقف ترامب وكلينتون من الأزمة السورية فقد اختلفت طريقة تعاطي كل منهما مع الأزمة، حيث فضلّ ترامب أن يبقى خارج الأزمة السورية وعدم التدخل عسكريا بهذا الحجم الحالي، معتبرا أن إسقاط الحكومة السورية في ظل غياب الرؤية يعني دعم ” تنظيم داعش ” وباقي الجماعات الإرهابية، معتبرا أن منح روسيا وضعا أفضل سَيُمكنها من إحداث تغيرات في الأزمة السورية، ولم يكشف ترامب عن خطته لمواجهة ” تنظيم داعش ” مبررا ذلك بالحفاظ على عنصر المفاجئة، مدعيا أن 30 ألف جندي أمريكي يمكنهم هزيمة ” التنظيم “.

أما كلينتون فقد رأت أنه من الضروري دعم وقف إطلاق النار في سوريا والحفاظ عليه، كما أعلنت عن عدم دعمها لإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا. وعن موقفها من ” تنظيم داعش “، زعمت أن الهدف الأمريكي تدميره وهزيمته، مطالبة الأكراد بلعب دور أكبر في محاربة ” تنظيم داعش “، داعية إلى توسيع الضربات الأمريكية في العراق وسوريا.

 

عنصرية تجاه المسلمين

وفي ما يتعلق بالتعاطي مع المسلمين، فتعهد ترامب بإجراء فحوصات إضافية إلى المسلمين القادمين إلى أمريكا، مع منع دخول القادمين من البلاد التي وصفها بالدول الإرهابية، واستكمل نبرته العنصرية بأن هدفه إنشاء دولة لا يكون بها أشخاص يهاجمون مبنى التجارة العالمي.

فيما رأت كلينتون أن منع دخول المسلمين أمريكا منطق غير سديد، معتبرة أن حظر دخولهم سيضر بعلاقات أمريكا مع الدول الإسلامية والعربية، مطالبة بإنشاء مزيد من التحالفات مع التجمعات الإسلامية في أمريكا.

 

العلاقات مع روسيا

كما كانت العلاقات الأمريكية مع روسيا حاضرة وبقوة في المناظرة التي جرت بين ترامب وكلينتون، حيث رأى المرشح الجمهوري أنه من الممكن تهدئة التوترات وتحسين العلاقات مع موسكو، مقترحا إنشاء تحالف جديد معها، ومراجعة العلاقات التي تجمع البلدين لتهدئة التوترات في سوريا.

وفي السياق ذاته، اعتبرت كلينتون أن العلاقة بينها وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهمة وقائمة على الاحترام، واصفة العلاقة بين موسكو وواشنطن بالمعقدة، لكنها لم تبدِ مرونة في التعاطي مع روسيا كتلك التي أظهرها ترامب.

 

البرنامج النووي الإيراني

رأى ترامب أن إدارة باراك أوباما اتبعت سياسات خاطئة بالاتفاق النووي مع إيران، معتبرا أنه كان من الضروري أن يتضمن الاتفاق بنودا تتعلق بوضع كوريا الشمالية والصراع في اليمن، بدلا من التنازلات التي قدمتها أمريكا لإيران بدون مقابل، واصفا الاتفاق مع طهران بأنه صفقة تمت لصالح إيران جنت من خلال عدة مكاسب اقتصادية.

وردت كلينتون على ترامب بأن إيران كانت على وشك صنع قنبلة نووية، لذا جلوسها على طاولة المفاوضات يعتبر إنجازا في حد ذاته بغض النظر عن تفاصيل الاتفاق ونتائجه، متهمة ترامب بأنه شخص يثير القلق لدى حكام العالم.

 

أمريكا شرطي العالم

اعتبر ترامب أنه لا يمكن لأمريكا أن تظل شرطي العالم دون أن يدفع حلفائها مقابل حمايتهم، مخصا بالذكر السعودية واليابان، منتقدا تعاطي إدارة أوباما مع الشرق الأوسط، لا سيما فيما يتعلق بإنفاق مليارات الدولارات على دول المنطقة، لافتا إلى أن أمريكا تحتاج إلى هذه الأموال أكثر من تلك الدول، ولم تتفق كلينتون مع وجهة نظر ترامب تجاه تعامل أمريكا مع دول الشرق الأوسط، مشددة على أهمية تلك الدول والتحالف معها بالنسبة لأمريكا.

 

استغلال ذوي الأصول الإفريقية

اعترف ترامب خلال المناظرة بأن الأمريكيون ذوي الأصول الإفريقية يعانون من وضع مأسوي في الولايات المتحدة، خاصة في ظل تزايد حوادث القتل والاستهداف من قبل الشرطة الأمريكية، معتبرا أن الكثير من المرشحين الديمقراطيين يمنحونهم الوعود خلال حملات الترشح، ولكن لا يتذكرونهم بعد الوصول إلى البيت الأبيض، مطالبا بتطبيق القانون والنظام من أجل إيجاد علاقة أفضل بين الشرطة والجاليات الوافدة.

واتهمت كلينتون ترامب بالتورط في قضايا تمييز عنصري وأنه يمتلك سجلا طويلا في ممارسة السلوك العنصري تجاه السود الذين يقف اليوم ليدافع عنهم من أجل الانتخابات لا أكثر. كما دافعت المرشحة الديمقراطية عن قانون توقيف المشتبه بهم وتفتيشهم معتبرة أن هذه القانون خدم الأمن في البلاد طوال 25 عاما، مطالبة بمعالجة النظام الجزائي والقضائي في البلاد.

عن ramez

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عملية عرب العرامشة النوعية بنظر اعلام العدو: عملية قاسية ودقيقة وتخطي الدفاعات

ترددت اصداء العملية النوعية للمقاومة الاسلامية ضد مقر للعدو في عرب العرامشة في الاعلام العبري ...