الرئيسية / دولي / أميركا هذه لن تكون أبدا كما هي اليوم

أميركا هذه لن تكون أبدا كما هي اليوم

فايروس صغير قلب العالم بأسره رأسا على عقب، هل هو فايروس طبيعي؟ أم وراءه تدخّل بشري متعمّد؟ لماذا اتهمت الصين وروسيا وإيران، الولايات المتحدة بالوقوف خلف نشر “كورونا” في بلدانهم والعالم؟ هل هو اتهام سياسي بوجه العدوّ المشترك؟ أم أنّ لدى الثلاثي إثباتات علميّة لا يمكن دحضها


مسؤولون وخبراء وباحثون في الأسلحة البيولوجية خصوصا في الصين وإيران بادروا إلى اتهام الولايات المتحدة بالوقوف حول إنتاج ونشر فايروس كورونا في بلدانهم.. مسؤولون إيرانيون، صوّبوا سهام اتهاماتهم إلى واشنطن في الهجمة الجرثومية التي باتت وباء عالميّا.. كان لافتا ما جاء على لسان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على واشنطن كشف دورها في إنتاج وانتشار فايروس كورونا، بدلا من اتهام الصّين وإيران.
وما يؤكد التورط الأميركي في إنتاج هذا الوباء، بحسب خبراء وباحثين، أن هذا الفايروس كان منتشرا أصلا في الولايات المتحدة قبل الصين دون الإعلان عنه، سيما أنه طوال الشهور الماضية انتشرت موجة ضخمة قيل إنها إنفلونزا عادية وأصابت ملايين المواطنين الأميركيين وتسبّبت بعشرات الآلاف من الوفيات، لتكشف بعدها العديد من التقارير الأميركية أنّ هذه الوفيات كانت بسبب فايروس كورونا وليس الإنفلونزا العاديّة المعروفة! ولذا جاء إغلاق مختبر فورت ديتريك للأبحاث على الجراثيم والفايروسات التابع للقيادة الطبيّة في الجيش الأميركي، في فريدريك-ماريلاند نهاية شهر كانون الثاني الماضي.. ما دفع بناشطين أميركيين إلى نشر عريضة على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، طالبوا فيها بتوضيحات عن السبب الحقيقي لإغلاق المختبر المذكور، وما إذا كان لإغلاقه علاقة بتفشي فايروس كورونا؟
ولكن.. جاءت رياح “كورونا” بما لا تشتهي سفن ترامب.. بعد طول إنكار و”تسخيف” لخطر الوباء على بلاده.. بدأ يشعر جدّيا بالخوف من تهديد كورونا على رئاسته، فالمؤكد انّ هذا الفايروس سيكون اللاعب الأبرز في الإنتخابات الرئاسية القادمة، سيما بعدما ظهر واضحا الضعف وسوء الأداء في احتواء الفايروس ..
في المقابل، واجهت الصّين “الهجوم الجرثومي” بشراسة وابداع جذبا اهتمام العالم، وحاصرته في فترة زمنيّة قياسية، وتحرّكت بسرعة لتستفيد من ثغرات الأخطاء الأميركية وتملأ الفراغ.. ومدّت يد العون لإنقاذ من يُفترض أن تُعينهم اميركا.. نجحت الصّين وبشهادة القاصي والداني في مقارعة الوباء حيث فشلت الولايات المتحدة.. أين ستكون الصين في عالم ما بعد كورونا؟..
المؤكدّ أنّ كورونا سيُعيد تشكيل عالم آخر لن يكون حكما كما قبله.. وتداعياته ستكون الأخطر على القارة العجوز.. وعلى الولايات المتحدة نفسها.. حيث لم يعد الأمر الخطير يقتصر على هشاشة المنظومة الصحية وسوء إدارة مكافحة الفايروس الذي بات يجتاح ولايات بأكملها مقابل عجز واضح في لجم تمدّده، الأخطر هو هرولة أعداد هائلة من الأميركيين إلى اقتناء السلاح بشكل غير مسبوق نتيجة انعدام الأمان وعدم الثقة بإدارتهم بعد انفلاش كورونا .. علام يؤشّر ذلك؟
لربما وجبت العودة إلى ما كان موقع “غلوبال ريسيرش” قد رجح حصوله في فترة غير بعيدة في الولايات المتحدة الأميركية، التي ستفتك في غالبيتها الفوضى العارمة جرّاء تفلّت السلاح في أيدي الجميع.. أميركا هذه لن تكون أبدا كما هي اليوم- وفق إشارته.

عن axis

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لافروف: روسيا ستوافق على ضمانات أمنية متبادلة حال التوصل لتسوية سلمية في أوكرانيا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستوافق على ضمانات أمنية متبادلة حال التوصل ...