الرئيسية / غير مصنف / فليقرأ العالم رسالة طهران بامعان

فليقرأ العالم رسالة طهران بامعان

اعطت طهران المزيد من الوقت للعالم اجمع بالثبات على موقفها بما التزمت به في معاهدة الاتفاق النووي مع أوروبا من أجل ان لا تدخل المنطقة والعالم في أجواء النزاعات وسلب الأمن فيها، وقد حاولت ومن خلال دبلوماسيتها القائمة على التعقل والحكمة وبجولات متعددة مع الدول الأوروبية بالوصول إلى حلول بعد قرار ترامب الانفرادي الجائر، الا انها وجدت نفسها قد احيطت بجملة من القرارات الجائرة التي اصدرتها واشنطن من أجل وضعها في زاوية الاذلال والمهانة والاستسلام، خاصة وان الموقف الضبابي لاوروبا الذي بقي غير واضح الذي اعطى الجرأة لترامب ان يتمادى في قراراته ظنا منه ان طهران وصلت الى حالة من الضعف بحيث لا تقوى على الصمود والثبات في موقفها وانها لا تملك اية خيارات تستطيع ا ن تواجه عقوبات واشنطن وتفشلها في مهدها.

وفي ذكرى انسحاب واشنطن من اتفاقية الاتفاق من طرف واحد ونكوص اوروبا وهشاشة موقفها وبعد اجتماع الوفد الايراني مع مجموعة (1+4) الذي وجد بعدم جدوى الاعتماد على هذه الدولة وتلك اصدرت طهران قرارها الذي يحمل رسالة قوية حيث وضعت الكرة في ملعبهم من انها ستتخلى عن بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي مع الشركاء الدوليين، لانه وكما قال الرئيس روحاني ان “ايران لم يبق امامها خيار آخر سوى التخلي عن بعض الالتزامات في اعقاب انسحاب واشنطن من الاتفاق وعجز بقية الاطراف في الاتفاق من الوفاء بالتزاماتها”.

وبطبيعة الحال فان الموقف الايراني الجديد الذي عكس نظرية العين بالعين يثبت ان طهران قد اعطت الوقت الكافي للاطراف الاوروبية من اجل عدم انهيار الاتفاق والذي ستكون له ليس فقط تبعات سلبية على الاوروبيين بل على العالم بالدرجة الاولى، لان طهران وبعد توالي القرارات الجائرة من قبل واشنطن استطاعت ان تستوعب وتسيطر على الموقف وعدم السماح للمخطط الاميركي ان يأخذ مأخذه منها.

واخيرا والذي لابد الاشارة اليه ان طهران وبموقفها الصارم بالامس وضعت العالم امام حقيقة واضحة المعالم ان القرارات الانفرادية الجائرة لايمكن ان تضعها في دائرة الاستسلام والخنوع، بل انها ستزيدها اكثر صلابة وقوة خاصة وان ما تملكه من امكانيات هائلة من القدرة البشرية والطاقات الاخرى تستطيع ان تقف على قدميها شامخة، وان تسقط كل الرهانات الخاسرة التي تريد منها ان تتماشى مع الغطرسة الاميركية الواهية، وقد اكدت القيادات السياسية والعسكرية الايرانية مدعومة بالشعب الايراني الوفي لثورته وقادته من انهم لم ولن يتنازلوا قيد انملة عن حقوقهم المشروعة التي ضمنتها المواثيق والمعاهدات الدولية وان كل الاجراءات الظالمة سوف تتحطم على صخرة الصمود الايراني الذي لم يكن غائبا عن اذهان الجميع على مدى اربعة عقود من الزمن.

عن wessam

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس الوزراء الروسي: الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي لروسيا قد يكون أقل من 3% لهذا العام

أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أن الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي لروسيا في العام ...