الرئيسية / غير مصنف / وارسو.. ولد ميتا

وارسو.. ولد ميتا

اميركا وخاصة في العهد الترامبي وبشكل مفرط تعيش أحلام الماضي البائد بأنها لازالت القطب الأوحد وعلى العالم ان يستمع لها دون نقاش وهذا ما ظهر جليا في دعوتها لدول العالم قبل اسبوعين للحضور في مؤتمر وارسو الدولي لفرض سياسات معينة في المنطقة دون تشاور أو تنسيق لا مع الإتحاد الأوروبي وحلفاءها ولا مع روسيا ولا مع الصين ولا مع الجهات الفاعلة في المنطقة وهذا يدلل على مدى الصلف والتفرد الاميركي في اتخاذ ما يلزم مناقشته ويا حبذا لو كان دعوتها لمناقشة جميع القضايا التي تمر بها المنطقة خدمة لأمنها واستقرارها كما تزعم لكن تركيزها على مناقشة النفوذ الإيراني وحزب الله يؤكد بما لا يقبل الشك ان ما يهمها اولاً وأخيراً هو حماية أمن الكيان الصهيوني والتحريض ضد ايران .

فإعلان اميركا المفاجئ لإقامة مؤتمر دولي لمناقشة أوضاع المنطقة يبيت في ثناياه أهداف متعددة ومشؤومة أولها تشكيل تحالف ضد ايران وتقسيم خطوط جديدة ليس في المنطقة وحدها بل في أوروبا عندما انتخبت وارسو مكاناً لهذا المؤتمر.

اميركا اثبتت على الدوام انها دولة مكابرة وسلطوية وغير مسؤولة لا ترى الا مصالحها ولا تعنيها مصالح الشعوب ولا ممارسات الدول المستبدة والعدوانية الحليفة لها كالكيان الصهيوني والنظام السعودي ولو كانت حقا مهتمة بأمن واستقرار المنطقة لدعت الى مؤتمر دولي بالتنسيق والتشاور مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية المعينة بقضايا المنطقة لمناقشة جميع ما يهم استقرار المنطقة و في المقدمة القضية الفلسطينية والعدوان على اليمن والأزمة السورية وغيرها التي تعاني منها المنطقة لا ان تفرض املاءاتها وبشكل احادي على قضايا محددة.

ومن نتائج هذه السياسة الاستعلائية وتفردها في اتخاذ القرارات وتحدثها زوراً باسم المجتمع الدولي تلقت هذه المرة صفعة مدوية ومن اقرب حلفائها وكان الاتحاد الاوروبي أول الرافضين للمشاركة في مؤتمر وارسو وهذا ما أعلنته “فيديريكا موغيريني” ممثلة الشؤون الخارجية في الاتحاد كما تلتها دول أوروبية وازنة باتخاذ نفس الموقف فيما لم تحدد دولاً اخرى مستوى مشاركتها، لكن الصفعة القوية الاخرى جاءت من موسكو حيث رفض لافروف المشاركة في هذه المؤتمر لتعنت اميركا بسياستها لتقسيم المنطقة وتحشيد أجندتها للتحريض على ايران وهذه سياسة أحادية مرفوضة لايمكن القبول بها. ناهيك عن الموقف الصيني الرافض هو الأخر لحضور مثل هذه المؤتمرات وان لم يعلن موقفه حتى الآن. والأسخف من كل ذلك ان اميركا أبلغت الجميع انها وبولندا هما من يعدان الوثيقة الختامية لهذا المؤتمر ولا يحق لاحد الاعتراض عليه وهذا يعني ان الدول المدعوة مجرد “روبوتات آلية” لاحول ولا قوة لها بمخرجات هذا المؤتمر. واننا واثقون وكما توقعنا فقد أفادت مؤخراً صحيفة “وول ستريت جورنال” ان هذا المؤتمر في طريقه إلى الإضمحلال.

عن wessam

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس الوزراء الروسي: الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي لروسيا قد يكون أقل من 3% لهذا العام

أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أن الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي لروسيا في العام ...