الرئيسية / غير مصنف / ترامب يعيش كابوس عزله

ترامب يعيش كابوس عزله

التصريحات النارية التي أدلى بها الرئيس الأميركي ترامب أمس الاربعاء لمجلة “بولتيكو” الاميركية حول تداعيات عزله من منصبه والتهويل بعيدا بأن الشعب الاميركي سيثور إذا ما تم التصويت بحجب الثقة عنه، يعكس مدى الهاجس الكبير والكابوس الذي يعيشه الرئيس ترامب هذه الأيام جراء سياساته الحمقاء والطائشة داخلياً وخارجياً وهذا أمر طبيعي وعليه ان يحتمل وزر ما جنته يداه، لكن هل سيحصل ذلك ام لا؟ فهذا متروك للمستقبل ليجب عليه وهذا يتوقف على تحرك الديمقراطيين في مجلس النواب ان استطاعوا استقطاب نواب جمهوريين إلى جانبهم لأن أصواتهم وحدها لا تكفي لحجب الثقة عنه.

وقد سبق هذا التصريح الذي ينم عن عظمة الجنون لدى هذا الرجل، تصريح آخر ادلى به لشبكة “فاكس نيوز” قال فيه: “انه في حال عزلي ستنهار الأسواق وان الجميع سيصبحون فقراء”، وهذا ما يحمل في طياته تهديداً قاسياً ومباشراً للاميركيين، أما أنا وأما البؤس والفقر؟! وهذا ما يذكرنا بقادة الاستبداد والدكتاتورية في منطقتنا عندما يصنفون أنفسهم في خانة “القائد الأوحد” ولا وجود لغيرهم.

على ما يبدو ومن ملامح هذا الرجل انه قد فقد أعصابه وتوازنه وهو في طريق إلى الإنهيار، لتراكم الملفات والفضائح التي تلاحقه قضائياً بدءاً بملف الانتخابات والتدخل الروسي فيها ومروراً بفضيحة نجمتي الأفلام الإباحية وكذلك تورط مقربين منه كصهره كوشنر في قضايا الفساد المالية وانتهاء بملف خاشقجي الذي بات يضيق الخناق عليه بسبب الجدل الدائر في الكونغرس حوله من جهة ودفاعه المسميت عن محمد بن سلمان من جهة اخرى وهذا لم ينطلق من مبدأ إنساني أو اخلاقي فلا يتوهم البعض، وان كانت بشاعة الجريمة ودموية السفاح محمد بن سلمان قد اثارت الرأي العام العالمي وأصبحت قضيته لكن الذي دفع بها إلى الواجهة هو وقوعها قبيل الانتخابات النصفية مما استغلها الديمقراطيون ليعلنوا الحرب على ترامب ويسقطوا حزبه في الانتخابات وهذا ما حصل، فمن الذي لا يعرف اليوم بانه لا قيّم ولا اخلاقيات في الغرب فهناك الآف الجرائم على شاكلة خاشقجي قد حدثت وتحدث في الغرب وفي دول الاستبداد العربي وغيرها دون تحدث مثل هذه الضجة، لانه لا شيء يعلو على المصالح في الغرب مهما كانت فجيعة وغير انسانية. فموقفهم الفاضح والعلني لدعم دويلة الارهاب الصهيوني على مدى عقود وبيعهم السلاح للنظام السعودي الذي يستبيح اليمن وشعبه وعشرات القضايا الاخرى، أدلة صارخة على انهم أول المنتهكين لحقوق الانسان وحق الشعوب في الحياة وان شعاراتهم المزيفة حول حقوق الانسان والديمقراطية والتي يستخدمونها دوما ضد الدول المعارضة لهم فقط، أصبحت نكتة سخيفة ورمتها الشعوب الحرة والشريفة في مزبلة التاريخ.

واليوم فإن إصرار الديمقراطيين على ملاحقة ملف خاشقجي هو لإخراج ترامب من البيت الأبيض وليس شيئاً آخر وصراخ الأخير هو أيضاً لهذا السبب لأنه يعلم مادام هو في البيت الأبيض سيكون محمياً من الملاحقات القضائية لكن بخروجه ستنهال عليه الكوارث.

عن wessam

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

Enjoy Immersive Harbors The real deal Currency

Blogs Our very own Best Tricks and tips For To experience Free Slots On the ...