الرئيسية / غير مصنف / ترامب: “اسرائيل” اولا؟!

ترامب: “اسرائيل” اولا؟!

الشعار الخادع “اميركا أولا” الذي تبناه ترامب في حملته الانتخابية للرئاسة لكي يكسب أصوات الاميركيين ليتسنم من خلاله سدة رئاسة الولايات المتحدة لم يصمد أمام سياساته الهوجاء التي اتبعها وعلى مدى اكثر من 500 يوم من رئاسته، اذ انه أدخل بلاده في ازمات داخلية وخارجية شائكة، بحيث ارتفعت الأصوات من أصحاب القرار في الإدارة الاميركية من ان ترامب المختل عقلياً قد وضع بلادهم في طريق مجهول وانه أراق ماء وجهها أمام العالم بحيث لم تعد لها تلك المصداقية التي كانت عليها في السابق، بحيث تمثل رد فعل المقربين من ترامب والذين كان لهم الدور المهم في ايصاله الى الرئاسة على هذه التصرفات غير المتزنة بتقديم الاستقالات الواحد بعد الاخر.

وفي نظرة فاحصة لما اتخذه ترامب من قرارات هوجاء ومتسارعة يعكس واقعية ما ذهب اليه هؤلاء الساسة الاميركيون، ومن اهم الاجراءات والفرارات الغير مدروسة هو خروجه من اتفاقية المناخ ومن الاتفاق النووي مع ايران والحرب الاقتصادية التي يمارسها اليوم ضد أوروبا والصين من خلال قرارات فرض الضرائب على السلع مع هذه الدول مما ستوسع هذه الاجراءات العزلة العالمية التي ستذهب اليها اميركا.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ان ترامب الاهوج قد أغرق بلاده في مشاكل الشرق الأوسط وبصورة انعكست سلباً على سياسته في هذه المنطقة، خاصة وانه وبدعمه للإرهاب ووقوفه إلى جانب الكيان الغاصب ومن دون تروي مما وضعه في مأزق صعب جداً، وقد آشارت أوساط إعلامية سياسية اميركية وتعليقاً على قراره بنقل السفارة الاميركية إلى القدس واستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن تأييداً للكيان الغاصب قد غير شعاره الأصلي من “أميركا أولاً إلى “اسرائيل” أولاً.

ورغم كل المؤشرات على الأرض التي اكدت وتؤكد ان هذا الكيان الغاصب وفيما إذا استمر في أساليبه الإجرامية الحاقدة ضد الشعب الفلسطيني فإنه سوف لن يقوى على الصمود بل سينهار في يوم ما وان المعطيات على ذلك اخذت تتوارد على صفحات وسائل الاعلام الصهيونية، لأن الصراعات السياسية الداخلية بلغت حداً لايمكن اخفاؤها وبدأت تظهر على السطح وبصورة قد تضع نتنياهو في قفص الاتهام قريباً بسبب حالات الفساد التي تطارده اليوم عليها الشرطة الاسرائيلية، بالإضافة إلى التقارير الواردة ومن الداخل الإسرائيلي ان بعض المنظمات اليهودية المحبة للسلام باشرت بممارسة الضغوط على المجرم نتنياهو لأن يقف عند حده وان لايمعن في إجرامه ضد الفلسطينيين الأبرياء من النساء والأطفال بحيث بدأت الشكاوى تترى على المحاكم الجنائية الدولية من جانب، والنداءات التي تصدرها المنظمات الانسانية والحقوقية الدولية المطالبة بإيقاف الاستخدام المفرط للقوة تجاه أبناء الحراك الشعبي السلمي الفلسطيني.

إذن فإن ترامب اليوم يجد نفسه أمام صفقة خاسرة ان تمادى في دعمه لهذا الكيان لأنه لا يستطيع ان يحول دون إنهياره أو زواله الحتمي من الوجود وفي زمن قياسي لا يتوقعه أحد.

عن wessam

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رئيس الوزراء الروسي: الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي لروسيا قد يكون أقل من 3% لهذا العام

أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أن الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي لروسيا في العام ...