الرئيسية / slider / هَل الطَّائِرات التي قَصَفَت الجيش السُّوريّ وقُوّات الحَشد الشعبيّ شَرق الفُرات إسرائيليّة هَذهِ المَرّة؟ – “رأي اليوم”

هَل الطَّائِرات التي قَصَفَت الجيش السُّوريّ وقُوّات الحَشد الشعبيّ شَرق الفُرات إسرائيليّة هَذهِ المَرّة؟ – “رأي اليوم”

عندما تَنفِي الولايات المتحدة قَصفَ مَواقِعَ عَسكريّةً للجيش السُّوريّ قُرب الحُدود العِراقيّة أدّى إلى مَقتَل حَواليّ 52 شَخصًا وإصابَة 65 آخرين نِسبةً كبيرةً منهم من قُوّات الحشد الشعبيّ العراقيّ، فهذا يعني إمّا أن يكون المُتحَدِّث الأمريكيّ يَكذِب، أو أنّ جِهَةً أُخرَى أقدَمت على تَنفيذ هذه المَجزرَة من المُرجَّح أن تكون دولة الاحتلال الإسرائيليّ.
القَصف جرى تنفيذه من خِلالِ طائِراتٍ مُسيَّرةٍ بدون طيّار، ولا يَمْلُك هذا النَّوع من الطَّائِرات إلا الوِلايات المتحدة وإسرائيل، ويَظَل السُّؤال هو عن كيفيّة وُصول هذه الطَّائِرات، في حال كونِها إسرائيليّةً إلى شرق الفُرات، وبالتَّحديد قُرب مدينة البو كمال على الحُدود العِراقيّة السوريّة؟ وعَبر أيِّ أجواءٍ عَبَرَت؟
قِيادَة الحَشد الشعبيّ العِراقيّ التي حارَبت تنظيم “الدولة الإسلاميّة” بِشَراسةٍ في المِنطَقة، وأخرَجتها من الموصل ومَناطِق أُخرى، اعترَفَت بوقوع الغارَة ضِد قُوّاتِها داخِل الأراضي السوريّة، ممّا يُرَجِّح احتمالات إقدام إسرائيل على هذهِ المَجزرة، وفي إطار تَهديداتِها بقَصفِ أيِّ قُوّاتٍ إيرانيّةٍ، أو مَدعومَةٍ مِن إيران داخِل الأراضي السُّوريّة حيث هَدَّد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أكثر من مرّة بِضَرب هذهِ القُوّات، وحَصل على ضُوءٍ أخضَرٍ روسيٍّ في هذا الصَّدد، مِثلَما تُشير بَعضِ المَصادِر الإعلاميّة الإسرائيليّة.
استهداف قُوّات الحشد الشعبي العِراقي داخِل الأراضي السُّوريّة يعني ثَلاثَة أُمور أساسيّة:
ـ الأوّل: أنّ الوِلايات المتحدة وحُلفاءها لا يُمكِن أن تَسمَح بأيِّ تَقدُّمٍ للقُوّات السُّوريّة وحُلفائها شَرق الفُرات، لأنّها تُريد أن تَقتَطِع هذه المِنطَقة من الأراضي السُّوريّة تَمهيدًا لإقامة كِيانٍ عَربيٍّ سُنِّيٍ قبائِليٍّ فيها.
ـ الثاني: هُناك تصميمٌ أمريكيّ على عدم عَودَة السِّيادة والجيش السُّوري إلى حُقول النِّفط والغاز شَرق مدينة دير الزُّور لحِرمان الدَّولة المَركزيّة من عَوائِدها وبِما يُساعِدها في مَعرَكة إعادَة الإعمار التي باتَت وَشيكةً.
ـ الثالث: انضمام الحشد الشعبي رَسميًّا إلى الحَرب، إلى جانِب قُوَّات الجَيش العَربيّ السُّوريّ، ليس ضِد قُوٍات “الدولة الإسلاميّة” وما تَبقَّى من جُيوبِها شَرق سورية، وإنّما أيضًا ضِد فَصائِل مُسلَّحة مَدعومة مِن الولايات المتحدة مِثل قُوّات سورية الديمقراطيّة ذاتِ الغالبيٍة الكُرديّة.
نحن أمام تَطوُّرٍ غَيرِ مَسبوقٍ، ولا نَستَبعِد أن يأتي انتقام الحشد الشعبي لضَحاياه باستهدافِ القُوّات الأمريكيّة شَرق الفُرات وفي قاعدة التنف، وربّما يَمتَد هذا الانتقام لأهدافٍ إسرائيليّةٍ في المُستَقبل.
القِيادَة الأمريكيّة تَلعَب بالنَّار، وكذلك هو حال حُلفائِها الإسرائيليين، وتَنسى أن هُناك سِتّة آلاف جُنديٍّ من المارينز على أرضِ العِراق، وربّما يكون هَؤلاء أهْدافًا سَهلةً للحَشد الشعبيّ وقُوّات مُقاومة مَدعومة إيرانيًّا في المُستَقبل القَريب.

عن Dareen

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية

دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة وإسنادًا لمقاومته الباسلة ‌‌‏والشريفة، نفّذت المقاومة الإسلامية عددًا ...