الرئيسية / عربي وإقليمي / النتائج كارثية لجنبلاط انتخابياً

النتائج كارثية لجنبلاط انتخابياً

“لا مشكلة لدى رئىس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في اطلاق النعوت الجارحة على خصومه ولو لامست الامور الشخصية بعيداً عن السياسة فهو غالباً ما يخلط العام بالخاص ضارباً عرض الحائط بعجز البيت الشعري المأثور: «ولكن لا يلتئم ما جرح اللسان» محاولاً ايقاع الاذى بهم دون تقدير للمشاعر وفق ما تقتضي البديهيات والاعراف، «فلا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة بل مصلحة دائمة» وهمه الوحيد ان تسير القافلة الجنبلاطية نحو اهدافها وفق ما تقتضيه مصالحه سواء اكان ذلك على المستوى الشخصي ام على مستوى اللعبة السياسية، ماجعله ينسف الجسور في كثير من المراحل مع معظم اللاعبين من الوزن الثقيل واذا ما شعر باقترابه من الهزيمة فسرعان ما يجد المخرج بما يطلق عليه جنبلاط «تنظيم الخلاف» على قاعدة ربط النزاع حتى اشعار آخر كما هي حاله مع «حزب الله» وفق الاوساط المواكبة لايقاع الزعيم الدرزي.

واذا كانت علاقته مع رئيس الحكومة سعد الحريري قد بلغت مرحلة الطلاق «وودع هواك» وبدل لجوء جنبلاط الى مقولة «وفارق بالتي هي احسن» آثر ان يكون ختامها تعليق جارح في تغريدته «المفلسون الجدد» في توصيفه لواقع وحالة الحريري، الذي سارع بالرد «انا من المفلسين الجدد ولن اسمح لنفسي بمد يدي على قرش في هذا البلد»، فجاءت الرمية الجنبلاطية عكس ما اراد لها جنبلاط كونها اعتراف صريح له بان الحريري ربما هو من قلة نادرة لا يستطيع اي من اللاعين على الحلبة ان ينكر عليها نظافة الكف والشفافية لانه لو عاث فساداً على الرقعة السياسية لكان اثرى ولكنه نُهب على يد الطبقة السياسية المعروفة، وفق اوساط «تيارالمستقبل»، في وقت طالما فاخر فيه جنبلاط بمسألة «الدفترين» في وزارة المهجرين التي شغلها ذات حكومة.

وتضيف الاوساط ان جنبلاط ربما يتلذذ عن قصد او عن غير قصد بمراكمة الاخصام ومعظمهم ارتبط معهم بصداقات و«حلف مقدس» وفق وصفه لعلاقته مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولكن الملف المذكور وعلى مفترق المصالح الجنبلاطية لم يعمر طويلاً ليستبدله بمقولة «حيتان المال» في توصيف للحريري الاب، وكذلك كانت حاله مع «حزب الله» حيث انقلب جنبلاط عليه بضراوة ما اوصل البلد الى حدود الحريق في 17 ايار المشهور، علماً انه طيلة فترة الوصاية السورية لم يترك مناسبة للمقاومة الا وتصدر فيها الصفوف فهو لم يتورع عن توصيف الغائب محمد رعد رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» بـ«الجدار». اما اطلاقه عام 2005 وصف «تسونامي» على الجنرال ميشال عون العائد من المنفى حاضراً في الدائرة البرتقالية فلا عجب اذا تناول الحريري الابن «بالمفلسين الجدد» لا سيما وان علاقته برئيس الجمهورية بلغت حدود التحالف وما يعنيه ذلك وفق الحسابات الجنبلاطية على صعيد الانتخابات النيابية المقبلة، فاقتراب الحريري من الثنائية المسيحية يقض هواجس «البيك» على صعيد التحالفات الانتخابية وما يشكله اقليم الخروب من ثقل وازن للاصوات السنية، اضافة الى ان جنبلاط استشرف من الانتخابات البلدية وخروج بعض البلديات من قبضته ما ستؤول اليه النتائج في الاستحقاق النيابي وهو القلق على زعامة نجله تيمور الفتية، وربما هذا الواقع يدفع بجنبلاط لتسييل رصيده لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري ليتحالف مع الثنائية الشيعية بعدما اسقط الامين العام «لحزب الله» عنه «الفيتو» الذي حوصر به معيداً اياه الى صدارة المقررين على الحلبة السياسية.

وتشير الاوساط الى ان انفجار الخلاف بين الحريري وجنبلاط ليس وليد ساعته بل هو نتيجة تراكمات بين الرجلين، فجنبلاط لم يغفر في سره له ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، متراجعاً عن خياره السابق السير بالنائب سليمان فرنجية الذي كان الزعيم الاشتراكي من ابرز المتحمسين له، كونه لا يشكل خطراً مناطقياً على الزعامة الجنبلاط، عكس الثنائية المسيحية فكيف هي الحال اذا تحالفت الثنائية المذكورة مع «تيار المستقبل» على صعيد النتائج التي قد تكون كارثية عليه مع خطوات زعامة نجله الاولى على رقعة الشطرنج

صحيفة الديار

عن axis-w

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

طوفان الأقصى | العدوان على غزة مستمر لليوم الـ 164 … والاحتلال يقصف مستشفى الشفاء ويحاصر مئات المرضى والنازحين

العدوان على غزة متواصل لليوم 64 بعد المئة، وازدادت وطئة الاعتداءات بعد الحديث عن ذهاب ...